خاطبَ الشيخ أبو الحسن الندوي رحمه الله تعالى في هذا الكتاب طلبة العلم خاصة، والشبيبة المسلمة عامة، وضمَّنه خبراتِه العلمية الواسعة وتجاربه العملية الطويلة في مجال التعليم، والتربية، والإصلاح، والتزكية، والدعوة، والقيادة، وذكَّرهم فيه بمسؤولياتِهم الدينيّة الملقاة على عواتقهم، ومهَامهم الحضارية المنوطة بكواهلهم. ولم يخلُ الكتاب من توجيهات وإرشادات ونصائح للمعلِّمين، والمربِّين، والقياديِّين، ومسؤولي المدارس الإسلامية، وأصحاب المراكز البحثيَّة، والقائمين على المؤسَّسات الدعويَّة.
وقد استحثَّ الشيخ الندوي هممهم جميعًا، ودعاهم فردًا فردًا؛ ليقوموا بالدور المطلوب منهم في هذه الفترة العصيبة من تاريخ الإسلام والمسلمين؛ لتعودَ الأمة الإسلامية إلى دينها من جديد، وتستفيدَ من ثرواته الهائلة الغائبة في سوق البشر، فتتمكَّن - بفضل الله تعالى وتوفيقه - من قيادة العالَم الإنساني من جديد، وتستظلَّ الأرض المحرَقة من جرّاء الفلسفات المادية بظلال الإسلام الوارفة، ويستدفئ بدفءِ الشريعة المنعِشِ المعذَّبون والمنعَّمون من أمم الأرض على حدٍّ سواء.
جَمَع هذا الكتاب بين تلخيص كتاب مسلم، ثم شرحه شرحاً مفيداً للألفاظ، والمعاني، واستنباط الأحكام الفقهية، وتأويل المختلف، وحلّ المشكل، واستخراج التوجيهات والإرشادات، والتنبيه على نُكت من الإعراب، ووجوه الاستدلال بالأحاديث، مع العناية باللغة والبلاغة، و الكتاب يُحقَّق للمرة الأولى.
يتضمن هذا الكتاب جملة من المقالات التي تمس القضايا الساخنة في الجغرافيا الإسلامية، توخى فيها المؤلف الايجاز والتركيز الذي قد يغني عن التفصيل.
وبدءاً من فلسطين الضائعة بلا ابالية المسلمين ولا اكتراثهم، وانتهاءاً بحافات عالم الإسلام المطلة على الهادي والأطلسي، تشكو أعضاء الجسد الواحد من ألف همّ وهمّ .. وتسهر وتحم.
فلا أقل من أن نتداعى إليها، معشر المفكرين والكتاب والأدباء، بأقلامنا، علها تشفع لنا قبالة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم يوم الحساب، فإذا كان ذلك كذلك، فإن هذا الكتاب المتواضع يكون قد سدد بعض الدين الذي في رقبة المؤلف .. وما أثقله وابهظه.
مقالات سطرها يراع أبي الحسن الندوي كتقديم على بعض كتب الحديث، وفيها علمٌ واسع، ودراسة مستفيضة، وفكر قيِّم، وشرح لعناية العلماء بالحديث النبوي، وتوضيح للنشاط العلمي والعقلي في العالم الإسلامي، مع نبذة من تاريخ الحديث والمحدثين في الهند.
أسئلة وإجابات حول الأسلوب البياني في القرآن الكريم، مرتبة حسب تسلسل الموضوعات في المصحف الشريف. ويجد القارئ لفتات عميقة، ونظرات صائبة تدل على حسن التفهم، والربط بين الآيات، تأكيداً لإعجاز القرآن، وأنه موحى من لدن حكيم عليم.
واعتمد المؤلف على المصادر الموثوقة المعتبرة لدى العلماء، من التفاسير، والمعاجم، وكتب الغريب، وبعض المراجع الحديثة ذات الصلة بموضوع هذا الكتاب، وهي بمجموعها تزيد عن الثلاثين مصنفاً.
وأسلوب السؤال والجواب يثير الفكر، ويحرض العقل على التأمل والتدبر، ويساعد على الحفظ والاستظهار، واستحضار الجواب عند المذاكرة في نصوص التنزيل.
مجموعة من المسرحيات الإسلامية، الملتزمة بالقيم الإيمانية الإيجابية، لصنع إنسان يتشبث بالإيمان الوضيء الرحيب، ويؤمن بعالم آمن متفائل سعيد بعيداً عن الأهواء والظنون، ويكون بصحة نفسية متألقة، تتلاءم مع الحياة والأشياء من خلال تعامل مشرق، دون إساءة أو فساد.
وهذه المسرحيات ذات مستوى فني يشار اليه بالبنان، وهي تجذب القارئ، وتحقق له الفكر الهادف، و التصور المتوازن، والوعي الجمالي العميق.
امتدَّت هذه الدولة على مساحة قرن من الزمان، تناول المؤلف بالدراسة جذورها التاريخية منذ نشأة معاوية ا، وما تعلَّق ببيعته ونظام حكمه وسياسته الداخلية والخارجية وما جرى من فتوحات، مركِّزاً على الدروس والعبر وسنن الله فيها، ثم تناول عهد يزيد بن معاوية، وعبد الله بن الزبير وعبد الملك وابنيه الوليد وسليمان، وما كان في عهدهم من فتوحات.
ثم انتقل إلى عهد عمر بن عبد العزيز، ثم يزيد وهشام، وختم هذه الحقبة التاريخية بالبحث والتحليل ببيان أسباب سقوطها على منهج أهل السنة والجماعة في النقد والحكم على الآخرين.
تراجم موثقة لكثير من الصحابة الكرام، وهم: الخلفاء الأربعة، قادة النبي صلى الله عليه وسلم، العبادلة الأربعة، البكاؤون، الأرقاء الذين اعتنقوا الإسلام، الشهداء السبعة. وتُعنى كل ترجمة بالمواقف الرائعة، والأحداث العظيمة، والسيرة العطرة، والصفات الحميدة، والشمائل المجيدة.
الطالب في مؤسساتنا المدرسية والأكاديمية في حاجة ملحة لإدراك طبيعة العلاقة بين دينه الذي ينتمي إليه وبين العلم الحديث الذي يمثل مساحة واسعة من معطيات عصرنا الراهن..
الطالب بأمس الحاجة إلى معرفة المواقف المتبادلة بين القرآن الكريم وبين الرؤية العلمية من أجل أن يزداد إيماناً وأصالة وتوحداً..
وما يحدث في بعض البلدان العربية والإسلامية يتحرك - للأسف – باتجاه مضاد غير علمي، ولا مسؤول. مستهدفاً إحداث قطيعة تربوية و تثقيفية بين العلم والدين، تؤول إلى هدفين كلاهما سيئ ممقوت: انتشار خرافة الإلحاد، وتعميق الإزدواجية النفسية والسلوكية بين العقل والروح.
وماهذا الكتاب الموجز سوى محاولة متواضعة، ضمن محاولات عديدة نفذها كثير من الكتاب والباحثين، بصدد تأكيد العلاقة بين القرآن والنشاط العلمي. وقد تعمدت أن أنسقها بالشكل الذي يجعلها أقرب إلى أن تكون كتاباً (مدرسياً) يستهدف التعامل مع الطالب في المدرسة أو الجامعة، بأكبر قدر ممكن من التنظيم والتركيز
ولعل هذا، فضلاً عن القيام باستقراء وتنسيق الحدائق العلمية في القرآن الكريم، وفهرستها وفق الموضوعات التي تعالجها،هما أهم ما في هذا الكتاب من جديد.
إنّ علم القراءات واحدٌ من العلوم التي لا يستغني عنها مفسِّرٌ، ولا محدِّث، ولا فقيه، ولا قارئ... فهو من العلوم التي تشدّ إليها الرحال.
ويعدّ ابن غلبون ـ مؤلف هذا الكتاب ـ من أظهر رجالات هذا الفن العظيم، وكتبه خير شاهد على ذلك، ولا زالت عوناً للمشتغلين في هذا الميدان. ولم يكتب أحد قبله في رصد اختلاف القراءات، ولم يُسبق إليه فيما نعلم.
وكتابه هذا أول كتاب ألِّف في الاحتجاج للقراءات القرآنية، وهو تحفة في موضوعه، ومنهجه، وتحقيقه، وإخراجه.
يُعَدُّ الكتابُ (المنصفُ) ثمرةَ تضافُر جهود عالِمَيْنِ جليلين سَعَيَا إلى خدمة هذا اللسان العربي في سعيهما إلى خدمة كتاب الله، والنَّاظر في الكتاب يَسْتَشِفُّ منه المحلَّةَ العالية التي تبوَّأها بين مصنَّفات فَنِّه، حتى أُغرِيَ به ابنُ جنِّي، وعَلِقَ قلبُه، فَنَذَر له نفسَه ووقتَه، وسعى إلى شرحه؛ فكان الشَّرحَ الفَذَّ لتصريف أبي عثمان المازنيّ.
أدار المحقِّق دراسة الكتاب على ستَّة فصول، فكانت هذه الدراسة حديثًا عن المازنيِّ، وابن جنِّي، وعن منهج ابن جنِّي في (المنصف)، وعن مصادره، وعن السَّماع الذي هو الأصل الأوَّل من أصول الاحتجاج في اللُّغة والنَّحو، وعن القياس الذي هو الأصلُ الثَّاني من أصول الاحتجاج، وختم هاتيك الدراسةَ بالكلام على العِلل التَّصريفيَّة.
وأمَّا التَّحقيقُ فقد اتَّبع فيه المحقِّقُ المنهجَ المعتمدَ عند شيوخ هذا الفنِّ على وَفق ما ارتَضَوْهُ.. ثم وصف النُّسخَ الخطِّيّةَ (وبلغ عددها خمسًا) التي عوَّلَ عليها في إظهار النَّصِّ المحقَّق قُبَيلَ الخوض في التَّحقيق، وأردف ذلك ببيان سَيْرِ العمل في التَّحقيق، ثم صنعَ للكتاب فهارسَ فنِّيَّةً بلغت واحدًا وعشرين فهرسًا، ثم بعد ذلك كلِّه جاء المنصف في ثلاثة أجزاء ما عدا الدراسة؛ فكان الجزءان الأوَّل والثَّاني لشرح تصريف أبي عثمان المازنيّ الذي ضمّ َالحديث عن أصول الصَّرف العربيِّ.. وكان الجزء الثالث لشرح الغريب من اللغة التي وقعت في متن الكتاب، وكذلك للمسائل المشكلة العويصة.
مسرحية هادفة، تحمل في أعناقها غايات نبيلة وقيماً رفيعة، وتكشف عن دور العلم في الوصول إلى الله تعالى، وضرورة الإيمان بالخالق المولى، وان الإنسان في هذا العصر قد أساء إلى الكون، والأحياء، والحياة برمتها، فعانى من القلق والاضطراب، والصراعات المختلفة.
ولا يمكن للمرء أن يحقق التوازن من جديد، إلا من خلال الرجوع إلى الله سبحانه، وتجسيد التناسب الدقيق بين القلب والعقل، وجعل العلم منهجاً للإيمان.
جَمَع المؤلفُ في هذا الكتاب تراجم لفقهاء المدينة السبعة، ومشاهير القضاة، والزهاد الثمانية، وأهل السيف والقلم، وفقهاء مكة، والكوفة، وقراء القرآن الكريم، مع ترجمة للنجاشي. وكل ذلك من خلال دقة الأخبار، وصدقها، وتوثيقها بالمصادر والمراجع الأساسية.