.. وأحس، وهو يحدق في المنارة العالية، بإطمئنان عميق.. وقال في نفسه: ها هي ذي المنارة المتفردة التي بناها –يوماً- نور الدين، قاهر الغزاة الصلبييين الموحد، والمحرر، واختار لها مكاناً في قلب المدينة، ومد أسبابها إلى السماء، لكي تبرز واضحة للعيان من أي مكان يلقي منه المرء بصره: لقد: ظلت قائمة عبر القرون المتطاولة، بانسيابها الجميل صوب الأعالي، شاهدة على أنه ما أحد يقدر على تغيير وجه المدينة الأصيل:
وتساءل، وهو يصعد عبر درب جانبي بمحاذاة الجامع، لكي يغدو على بعد خطوات من بيته: أتسطيع قوة في الارض أن تنزع عنا ملامحنا؟ أن تغير بصمات أصابعنا؟ وقال، وهو يتذكر تحدي بعض الشيوعيين، بأنهم – لو أتيح لهم الانتصار- فلن يبقوا على منارة واحدة في البلد يرتفع منها النداء إلى الله: إن الموصل أعلنت انتماءها منذ قرون إلى منارتها العالية.. أخذت منها اسمها، واكتست عظامها العارية، بقوة الروح التي تبثها، لحماً ودماً.. أفيكون بمقدورهم أن يغيروا بصماتهم، أو ينزعوا عنها ملامحها؟.
رواية إسلامية معاصرة، تحكي عن ملحمة الصراع بين هذا الدين وبين خصومه الذين سعوا لاغتياله، عبر دوامة الإعصار الدموي الذي اكتسح العراق عام 1959م.
رسالة دكتوراه للمؤلف، بذل بالغ جهده في الإعداد لها، وتصنيفها، وتبويبها وفق منهج علمي متميز، وقد تناول المؤلف عصر الزمخشري، ونشأته، وسيرته العلمية، ثم عرض للتطور في التأليف النحوي حتى عصر الزمخشري، مع الشواهد، وموقف النحاة منها.
وأشار أيضاً إلى مكانة الزمخشري العلمية في نفوس معاصريه ومَنْ بعدهم، مع الحديث عن آثاره العلمية.
كما تناول البحث موقف الزمخشري من الشواهد وأدلة الصناعة النحوية، وبيان رأيه في السماع والقياس، واستصحاب الحال وغير ذلك، ولم يترك المؤلف موضوع الاعتزال وأثره في دراسات الزمخشري، بل عَرض له بتوسع، مع بيان مذهبه النحوي، ونماذج من دراساته المتخصصة، وبذا تغدو الدراسة متكاملة في فصولها ومباحثها.
بحث المؤلف صلة الأدب بالإسلام بصفة خاصة، وقد شرح جوانب هذا البحث في توسع وإيجاز، وبيّن ميزة الأدب الإسلامي بين الآداب العالمية وسعته، وعنى باهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم أجمعين بالأدب والشعر بصفة خاصة، وعرض نماذج رائعة وقطعاً بيانية خالدة من كلام الرسول، ورفع اللثام على خصائص الأدب النبوي الكريم، وما يمتاز به من الشعور الرقيق، والعاطفة الفياضة، والأسلوب الجزل، والمنهج التربوي الحكيم، ثم تعرض لأدب الصحابة رضي الله عنهم وأشار إلى جوانبه البلاغية، والنفسية، والدعوية، وبكل ذلك جاء هذا الكتاب على وجازته غنياً بالمواد البلاغية التاريخية، دافقاً بالحيوية، والقوة، والرشاقة.
الكتاب في الأصل رسائل موجَّهة إلى أمراء الجزيرة العربية، حيث لَفَتَ المؤلفُ أنظارهم إلى ضرورة التمسك بالإسلام، والتشبث بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يقوموا بدور الأصالة والتجديد، وصيانة البلاد من النفوذ الأجنبي. وخُتِم الكتاب بمقال إذاعي بعنوان "من العالم إلى جزيرة العرب" تلخَّص فيه شعور المسلمين عن مركز هذه الجزيرة، ورسالتها، ومسؤولتها.
من الكتب التي اعتنت بأحاديث الأحكام : كتاب ( الإعلام بأحاديث الأحكام للإمام بدر الدين بن جماعة، انتقى مؤلفه تلك الأحاديث من صحيحي البخاري ومسلم، ورتبها على أبواب كتاب ( التنبيه ) للإمام أبي إسحاق الشيرازي، حيث قال رحمه الله في خطبة الكتاب: « هذه جملة من الأحاديث النبوية، تدل على أبواب من الأحكام الفقهية، خرجتها من صحيح الإمامين البخاري ومسلم أو أحدهما، مختصراً لها بحذف إسنادهما، وحيث أطلق فهو فيهما، وحيث أقول: ولفلان، فهو عنه خاصة، ورتبتها على ترتيب ما أمكن من أبواب ( التنبيه )، تسهيلاً على من أرادها من طالبيه ».
إن القرآن الكريم باعتباره الأصل الأول والمرجع الرئيس للإسلام، فهو بذلك مصدر الكليات الأساسية والمبادئ العامة للدين عقيدة وشريعة.
على أن كليات الدين في القرآن جاءت کي تنشئ تصوراً عاماً للكون والحياة والإنسان يشمل الدنيا والآخرة، ولتبين الغايات والمقاصد العامة التي يسعى التشريع الإلهي لتحقيقها في حياة الناس.
وفي نفس الوقت تبين أمهات المفاسد، وأصول الانحرافات العقدية والفكرية والنفسية التي تهدد حياة الإنسان، فيعيش حياة ضنكى في الدنيا، ويصيبه التلف والشقاء في الآخرة.
ولأجل ذلك، فإن لأصول الدين وكلياته وقواعده أهميتها وحجمها الكبير في بناء صرح الإسلام، من حيث كونها قطعيات ومحكمات، ومعالم كبرى هادية إلى كل تصور وتشريع إسلامي، وإلى كل سياسة شرعية وسلوك إسلامي.
ديوان شعر إسلامي، يبحر عبر تداعيات روحية وخطاب وجداني للموئمن المتغرّب في هذا العالم والذي يكافح من أجل الخلاص مؤملاًَ اليوم الذي يلتقي فيه كل شيء تحت خيمة المحبة في الله تعالى. قال صلى الله عليه وسلم: إن من البيان لسحراً، ومن الشعر لحكمة.
وهذا الديوان جمع بين الحسنيين، سحر البيان وحكمة الشعر.
موسوعة في التراجم عبر عشرة قرون، تُؤرِّخ لمشاهير المحدِّثين وغيرهم من أعيان الزمان، مع حياد المؤلف في المواطن التي ألمح فيها إلى الأحداث التي شهدها التاريخ الإسلامي. وهو كتابٌ يُحقق للمرة الأولى، وحظي بعناية خاصة من الشيخ عبد القادر الأرناؤوط. وكان الجزء الأخير يتضمن عدة فهارس فنية تخدم الكتاب، وتفيد القارئ.
إن (شهادات) غير المسلمين، التي يتضمنها هذا الكتاب تحمل أكثر من مغزى، إلا أن المغزى الأشد ثقلاً وحضوراً هو مايحمله هذا الدين في نسيجه، وتصوره، ومعطياته المتحققة في السلوك، والحضارة، والتاريخ، من قيم وميزات إيجابية فعالة، تتحرك في خطوط متوازية مع مطامح الإنسان السوي المتوازنة، وميوله ومنازعه، حيث لا تعارض، ولا تقاطع، ولا ارتطام.
وهذا الكتاب يتضمن حشداً خصباً من شهادات غير المسلمين في هذا الدين، مفكرين، ومؤرخين، ومستشرقين، وفلاسفة، وساسة، وأدباء، توزعت على سبع فصول: القرآن الكريم، محمد رسول الله صلى الله وعليه وسلم، الإسلام عقيدة وشريعة وعبادة، انتشار الإسلام ومعاملة غير المسلمين، الحضارة الإسلامية، المرأة و الأسرة، الحاضر والمستقبل.
قد تحقق المحاولة – كذلك- نوعاً من التسهيلات الأكاديمية للباحثين، وذلك بوضع حشد من النصوص الموثقة، عن رأي غير المسلمين، في سائر مناحيه العقدية والتطبيقية، وهذه النصوص ستعزز – ولا شك ـ كل بحث يسعى بموضوعية وإخلاص إلى دراسة هذا الجانب، أو ذاك من بنية الإسلام