يعتبر كتاب سوليفان: (حدود العلم) واحداً من الدراسات المعاصرة الرصينة، التي تناولت بالتحليل قدرة العلم البشري، والآفاق التي تمكن من الوصول إلى بعضها، ووقف ازاء بعضها الآخر ناكصاً، عاجزاً. وهو يذكرنا بكتاب الطبيب الفرنسي الشهير الكسيس كاريل: (الإنسان ذلك المجهول) فكلاهما سبرغور العملية العقلانية للإنجاز العلمي، ومارس تحليلها بعمق وروية، وكلاهما توصل إلى أن العلم أكثر عجزاً من أن يقدم الإجابات القاطعة بخصوص الظواهر والحالات التي لن تتأتى إلا (للدين)، وكلاهما انتهى إلى أن الكشف العلمي عاد ثانية – بعد قرون المادية والضلال والإلحاد- لكي يفيء إلى حظيرة الإيمان.
ينفذ هذا الكتاب قراءة متأنية في مؤلف سوليفان: (حدود العلم) عبر نقده وتفكيكه للعديد من الفلسفات والنظريات والكشوف التي سميت- خطأ- بالعلمية سواء في مجال الفيزياء والرياضيات أم النفس والعلوم الإنسانية.
وقراءته ضرورية سواء للذين أغواهم ما يسمى بالإلحاد العلمي، أو الذين يجدون في النشاط العلمي، عبر طبقاته العديدة، فرصة جديدة لتأكيد الإيمان..
آراء قيِّمة، ونظرات نافذة، وتأملات عميقة، وإدراك مرهف لدقائق المشكلات في الأدب الإسلامي والعربي. كما بَيَّن مُعِدُّ الكتاب جهود أبي الحسن الندوي، وآثاره في أدب الأطفال، مع عَرْض نماذج من أدب المناجاة والابتهالات، وتوضيح دور الأدب الإسلامي في توجيه الآداب العالمية.
فبالهدى الربّاني المستقيم كالسهم ، الماضي كالصراط، يستطيع المسلم التعاطي مع كل ما يعرض في الحياة السياسية والاجتماعية والفكرية، من تجارب وخبرات، جنحت بالسائرين بعيداً عن " كلمات الله "، أي منهجه العادل، ذات اليمين وذات الشمال، فضيّعتهم، ويجيء هذا الدين لكي يحكم عليها، فيصحّح وقفتها الخاطئة، ويقدم البدائل الصحيحة المنضبطة، من أجل جعل الحياة البشرية بالمستوى الذي أراده لها الله سبحانه وتعالى، والذي يليق بكرامة الإنسان: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً } ( سورة الإسراء : الآية 70 ).
وابتداء من مقال ( يهوذا رشدي ) وانتهاء بمقال ( وقفة عند بوابة رمضان )، مروراً بشبكة من المقالات في السياسة والفكر والتاريخ والحضارة والمنهج، سيجد القارئ نفسه ازاء ما يجب أن يعرفه ويطلع عليه، لكي يكون جوابه واضحاً قاطعاً كالسكين.
إننا كإسلاميين في حالة جدل متواصل مع خصوم هذا الدين، أو في الأقل مع أولئك الذين لا يكادون يعرفون شيئاً عن ضوابطه ومعطياته وربما بداهاته ... وهذا يحتّم علينا أن نتداعى جميعاً للاستجابة لهذا الجدل، وتقديم الموقف السليم الذي يفحم الخصوم، ويردّ الضائعين إلى الطريق
من يقرأ التاريخ يدرك أن العبادات القلبية لها مكانة مثلى عند السلف الصالح، وأن القلب له الدور الرائد في صلاح الفرد والمجتمع والأمة. فما هي قواعد عبودية القلب ؟ وما وجوه التفاضل بين عبادات القلب وعبادات الجوارح ؟ وما هي وسائل حياة القلوب ؟
كل هذه الأسئلة يجيب عنها هذا الكتاب، إضافة إلى سياحة فكرية تدرس الإخلاص والتوبة والتوكل والرجاء والصدق والصبر والتواضع، ليقف القارئ على حقائقها، ويتمثلها في حياته كلها.
من الأمراض الفتاكة بالنفس: الجهود العاطفي، وجفاف المشاعر الإيمانية، على الرغم من أهميتها. وضرورة تأججها على الدوام.
وأورد المؤلف أقوالاً مهمة في ضرورة إبراز العاطفة الإيمانية القوية، وإثارتها، والمنهج الإلهي والنبوي في ذلك، مع أمثلة واضحة من حياة السلف الصالح، مع نماذج من المعاصرين.
وحددت طرق تحصيل العاطفة الإيمانية، مع بيان صوارفها، إضافة إلى شرح العلاقة بين العاطفة والعقل والطاعة.
مقالات تفيض بالحب للنبي صلى الله عليه وسلم، وتُؤجّج العواطف السامية تجاه مَنْ أرسله عز وجل رحمةً للعالمين. ففيه حديث عن محمد إقبال في مدينة الرسول، ووفود الأمة بين يدي نبيِّها، وغار حراء، وميلاد عالم جديد، والبعثة المحمدية، وصلة مسلمي العجم بالنبي العربي، وشعراء العجم في مدح سيد العرب والعجم. مع مقدمة لأديب العربية علي الطنطاوي.
الخطابةُ فنُّ التّحدُّث إلى الجماهير بإقناعٍ وإمتاع. ولهذا الفنّ من القول منزلةٌ ساميةٌ ومكانةٌ عاليةٌ عند العرب قديما وحديثا، وعند كافّة شعوب العالم. ولهذا الفنّ من القَول أيضا أصولٌ وأساليبُ ومهاراتٌ يصلُ مَنْ أتقنها إلى ذُروة التّفنّن والإبداع في مخاطبة الجماهير، واستهوائهم، وتحريك عواطفهم، وإقناعهم بما يريد من أفكار بأساليب حجاجيّة قويّة، ومهارات لغويّة جاذبة، وملكةٍ لفظيّة غزيرة مثراءة.
فما هي الخطابة، وما مقوِّمات الخطيب النَّاجح، وما المهاراتُ التي ينبغي له أن يَمْهَرَ فيها، وما الزَّاد الذي عليه أن يتشبَّعَ به ويرتوي منه، وما العوامل المساعدة على نجاح الخطبة في العصر الحديث؟. هذه الأسئلةُ وغيرُها تجيبُ عنها صفحات هذا الكتاب، ولسوف يَجدُ فيها الخطيبُ المبتدئُ ما يُعينُهُ على اقتحام عقبة البدايات الصّعبة، وتتفتّحُ أكمامُ الفصاحة بين جنبيه، ولسوفُ يجدُ فيها الخطيبُ المتمرّسُ أيضًا ما يُبصِّرُه، ويرتقي به إلى مصافّ الخطباء المجيدين المصاقعة الذين يُشارُ إليهم بالبنان في ميدان الخطابة الفسيح الممتع المؤثّر الجذّاب، والله الهادي إلى سواء السّبيل.
ثمة دعوة ملحة ينادي بها المهتمون بشأن الأمة الإسلامية، أفرادا ًومؤسسات، لإعادة كتابة التاريخ الإسلامي.
وهذا الكتاب يعالج. بقدر كبير من الإيجاز والتركيز.
ضرورات هذه الدعوة، ومعوقاتها، والمنهج الأكثر قدرة على تحقيق المطلوب.
ويمضي لتحليل المحاولات المبكرة قي هذا الإتجاه، ثم يستعرض ضوابط العمل، وشروطه الأساسية، إذا أريد له ألا يضل الطريق، وأن يمضي إلى هدفه بأكبر قدر من التوفيق.
في أواخر سبعينيات القرن الماضي وأوائل ثمانينياته كنت قد كتبت عددًا من الحواريات الإسلامية، رحبت بها ونشرتها مجلة ( الدوحة ) القطرية واسعة الانتشار ، والتي مالبثت أن أقفلت فتوقفت عن الاستمرار في كتابتها ثم مالبث معظمها أن تعرض للضياع في أعقاب ماشهدته الموصل، وبضمنها داري من فتن وويلات.
الآن بعد مرور مايقرب من الأربعين عاماً على كتابة الحلقات الأولى من الحواريات إذا بي أجدني فجأة أمام هاجس ملح في الإستمرار على إنجاز جملة من الحلقات الأخرى، فأشمر عن ساعد الجد وأتفرغ لتلبية النداء، وأواصل الكتابة في الموضوع حتى تحقق في ثلاثين حلقة هي هذه التي يجدها القارىء الكريم في مؤلفي هذا الذي يحمل عنوان ( حواريات إسلامية ).
أدرت الحوار على جملة من الموضوعات التي سبق وأن أنجزتها لعدد من مؤلفاتي، فأضفت اليها من خيالي ماوسعني أن أبتكره وفق صيغ شتى، وأخرجت بالتالي هذا الكتاب الذي يستهدف إقناع المتشككين وأنصاف المؤمنين بمصداقية كل مايقوله هذا الدين المعجز بكتابه وسنة رسوله ( عليه أفضل الصلاة والسلام ) وبرصيده التاريخي الذي ينطوي على جملة من الكنوز قل نظيرها في المذاهب والفلسفات والأديان الأخرى.