للقصص عمومًا في النفوس وقعٌ عجيبٌ، وله أثرٌ في القلوب عظيمٌ، فهو من أهم مقومات التربية، ومن أعظم أسباب تقويم النفوس، وتهذيب الأخلاق، وقصص القرآن وقصص النبوة، أبلغُ أثرًا في القلوب، وأعظمُ وقعًا في النفوس، وشأنه أعجب من قصص الناسِ، فإِنَّهُ أحسنُ القصصِ، وأكمله، وأبلغه، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿نَحنُ نَقُصُّ عَلَيكَ أَحسَنَ القَصَصِ﴾. [يُوسُفَ: 3]، وهو أصدق القصص فليس فيه من المبالغات التي تمجها النفوس، وتأباها العقول كما يوجد في كثير من القصص التي يتداولها الناس، فيسرح القاص بخياله، فيتكلم بما لا يُعقَلُ، وينطق بما لا يُقبَلُ، فيقل تأثيرُ القِصَّةِ في النفوسِ، أو ينعدم بالكلية؛ لأَنَّ المستمعَ يعلمُ أنَّه محضُ افتراءٍ، وأنه مجرد كلام للتسلية، وتضييع الوقت، أما القصص القرآني، والقصص النبوي فحقٌ لا مريةَ فيه، وصدقٌ لا يداخله كذبٌ؛ ويقينٌ لا يخالطه شك؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿نَتلُو عَلَيكَ مِن نَبَإِ مُوسَى وَفِرعَونَ بِالحَقِّ لِقَومٍ يُؤمِنُونَ﴾. [القصص: 3]
وهذا كتاب يحتوي على ما صح من القصص النبوي، معزوًّا إلى مصادر السنّة الأصلية، مشتملًا على تعريف القصص، والفرق بين القصص والحديث، وبيان سمات القصص النبوي، وفوائده، مع شرح لغريب الألفاظ، وما في القصة من دروس مستفادة، وفوائد مستجادة، وحكم تربوية، وآداب نبوية، مع الإشارة إلى مواطن العظة والاعتبار، من خلالِ شرح متوسطٍ، ليس بالطويل فيُمَلُّ، ولا بالقصيرِ الذي يعتريه الخللُ.
إن هذا الكتاب حجة الله البالغة، يعالج أسرار الشريعة الإسلامية، بكل أجزائها وأبعادها. ويعرض الدين كلَّه مُنَسَّقاً مُرتباً بأسلوب مبتكر مُلْهَم، لم يتَأتَّ لأي عالم أو إمام في التاريخ الإسلامي، وإنما وفق له هذا الإمام الذي أنجبته أرض الهند.
وقول الداعية الشيخ محمد منظور النعماني رحمه الله: لم أستفد في حياتي من كتاب أي من بني البشر، مثلما أفادني الله عز وجل بهذا الكتاب (حجة الله البالغة) فبهذا الكتاب علمت الإسلام كمنهج حياة كامل، مرتبط أجزاؤه بعضها ببعض. إن الكثير من أمور هذا الدين المقدس، التي كنت أومن بها من قبل إيمان تقليد، عدتُ أومن بها بعد دراسة هذا الكتاب –ولله الحمد- عن بصيرة وتحقيق.
تُعتبَر مدرسةُ الحديثِ في بلاد الشَّام إحدى أهَمِّ المدارس الحديثية في الأمصار الإسلامية في القرنَين الأوّل والثاني الهجريَّين، اللَّذين قد بلغا ذروةَ النشاطِ في نشر الحديث النبوي أداءاً و تَحمُّلاً، روايةً ودرايةً. وهذا الكتابُ يُبرِز مكانةَ علم الحديث في هذه البلاد في هذين القرنَين، فيستهلّ بنبذةٍ قصيرةٍ عن تاريخ الشَّام، ثم يذكر ما وَرَد في فضائلها في الكتاب والسُّنَّة. ثم يُترجِم لرُوَّاد مدرسة الحديث في الشَّام من الصحابة والتابعين وأتباعهم رضي الله عنهم. ثم يعرِّف بأصَحّ الأسانيد وأضعَفِها لهذه المدرسة. ثم يتحدَّث عن مدى انتشار التدليس وشُيوعِ ظاهرة الإرسال والوضعِ والكذب في الحديث النبوي في هذه المدرسة وعمَّن رُمِيَ بكُلٍّ منها مِن رُوَاتها. ثم يسلِّط الضوءَ على حركة التصنيف في هذه المدرسة مع تعريف وجيز لمن اشتهر بعنايته به من محدِّثيها وحُفَّاظِها. ثم يبيِّن الخصائصَ العامّةَ لهذه المدرسة. ثم يذكر في خِتامه أهَمَّ النتائج التي توصَّل إليها المؤلِّفُ من خلال هذه الدراسة.
هو كتاب جمع فيه علل اختيار بداية الأرباع والأجزاء والأثمان، على مختلف المذاهب الخمسة، وتوجيه غريب الوقف التي انفردت بها بعض المصاحف، ومقاطع الوقف التام في المصاحف المشرقية، والوقف اللازم والممنوع، والهبطي، وتصحيفات القراء التي تفسد الصلاة
وهو أول كتاب يعتني بعلل اختيار الأرباع والأجزاء والأثمان، على المذاهب المختلفة.
موضوع ذو أهمية خاصة، يستحق التصنيف فيه في أسفار كبيرة؛ لأنه أمر متألق في عموم المواطن من مواضع التعبير في القرآن الكريم، كالذكر والحذف، والتقديم والتأخير، والتوكيد وعدمه، وفواصل الآي، والالتفات، واختيار لفظة على أخرى، وغير ذلك من مواطن التعبير.
وأورد المصنِّف الأمثلة الدالة على هذا الموضوع القيّم؛ المتعلق بالإعجاز القرآني، وبيانه الذي أعجز الفصحاء والبلغاء عن الإتيان بمثل آية واحدة منه.
لقد راعى البيان الإلهي المقام والموضوع في التعبير مراعاة منقطعة النظير؛ لأسرارٍ قد يتوصل الدارس فيها إلى الوقوف على جماليات بعضها، بينما يبقى الكثير من الأسرار الأخرى بانتظار من يقف عليها، ويدلّ طلاب العلم على مضامين جمالها ومواضعها التي لا يماثلها بيان على الإطلاق.
تلخيص لكتاب "إحياء علوم الدين" حيث اقتصر القاسمي على اللُّباب، وجرَّده من الأحاديث الموضوعة،و استغنى عن الحكايات الغريبة، وعجائب أفعال الزهاد، واكتفى بعرض العقيدة والسلوك ببساطة، دون تعقيد أو تهويل. فحمل الكتابُ مادةً وعظية سليمة ترشد العقول، وتهذب النفوس، وتوضح أسرار العبادات، وذلك من خلال سهولة العبارة، ودقة الإيجاز، ووضوح الأسلوب، مع الحرص على الكتاب الأصل.
كتاب ((إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول)) من أهمّ مؤلَّفات الإمام محمد بن علي الشوكاني، وأشهرها على الإطلاق في الأوساط العلمية، حيث أصبح في هذا القرن من أهمّ المراجع الأصولية المقرّرة في كثير من الجامعات الإسلامية، ومصدراً لا يستغني عنه أي باحث في أصول الفقه.
كتب الشوكاني هذا الكتاب بعد أن بلغ الغاية من النضوج العلمي، وبات علاّمة اليمن ومجتهدها من غير منازع، وقد قال في وصف كتابه هذا: ((اعلم يا طالب الحق أنّ هذا كتاب تنشرح له صدور المنصفين، ويعظم قدرُه لما اشتمل عليه من الفوائد الفرائد)).
وقد قام الأستاذ محمد صبحي الحلاق بتحقيق النص على أكمل وجه معتمداً على نسخة بخط المؤلف، مستوفياً توضيح ما التبس وخفي معناه، وتوثيق ما يُحتاج إليه، مزوِّداً له بفهارس علمية مفصَّلة تسهِّل على الباحث الإفادة من الكتاب على أكمل وجه؛ وبذا غدا أسهل تناولاً، وأقرب إدراكاً، حيث يحقق المبتغى المنشود، والأمل الموعود.
دراسة وافية حول منهج العلامة أبي الحسن الندوي في التربية الإسلامية، وإسهاماته فيها، إذ كانت محور اهتمام العلامة، وتمثل الجانب الأكبر من محاضراته ومقالاته؛ لأنها السبيل الأمثل لتكوين الجيل الصالح لقيادة المجتمع الإسلامي، وهي الطريق المستقيم لبناء تربية إسلامية حرّة.
معجم لتفسير غريب القرآن الكريم، مرتب وَفْق الحروف الهجائية، ليقرب تناوله، ويسهل حفظه، ويكتسب هذا المعجم أهمية خاصة؛ لأن مادته العلمية تخدم قارئ القرآن، وطلاب العلم، ثم إنَّ مُؤلِّفه عَلَمٌ يُشار إليه بالبنان. وهو يُنْشَر للمرة الأولى عن مخطوطة وحيدة.
ما تم عمله في هذا الكتاب:
- حذف أسانيد الأحاديث والمكرر منها.
- تخريج أحاديث مسلم عند البخاري.
- حذف من الشرح ماكان متعلقاً بالأسانيد والرجال.
- إلحاق كل شرح بمتنه مباشرة.
- تخريج الأحاديث الواردة في الشرح.
- إضافة بعض التعليقات على الشرح ( إعراب كلمة - توضيح معنى - إحالة ).
- تعريف بالأعلام غير المشهورين الذين ذكرهم الإمام النووي أثناء الشرح.
- ضبط النص وتنقيته من الأخطاء المطبعية.
- وبهذا الاختصار تم تقريب الكتاب لطالب العلم، وتوفير جزء من وقته وجهده.
تعد مدينة الموصل القديمة من أبرز الحواضر العربية عطاءاً وزخارة وحضوراً معرفياً وحضارياً، وإرثاً تراثياً، مغمساً بصفحات البطولة والفداء والمواقف التاريخية الكبرى، فجاء موروثها مترعاً بقسماته الوارثة، متنسماً عبق الماضي التليد.
وهذا الكتاب الذي يجده القارئ بين يديه، يطوي جناحيه على جملة من البحوث والدراسات الميدانية والتقارير التي تصب جميعاً في سياق تراث الموصل العمراني والاجتماعي والثقافي، وتؤشر على مظان القوة والضعف في هذا التراث، وتقدم طرائق وصيغا ومقترحات لحماية ما تبقى من التآكل والزوال.
إن الحديث عن تراث الموصل هو – بالضرورة – حديث عن جل المدن العربية الإسلامية ذات العمق الزمني البعيد والعطاء التاريخي الكبير، ودعوة مخلصة لدراستها وحمايتها، من أجل أن تظل شاهدة على ماقدمته هذه الأمة، وما يمكن أن تقدمه للحضارة الإنسانية على امتدادها في الزمان والمكان.